samedi 15 septembre 2007




بغداد



بغداد قد عظم المصاب و ضاقت الآفاق
هل بعد ما ناب العراق عراق
تبكي الثكالى موت من فقدوا
و دماء أهل الرّافدين تراق
قالوا أتينا بالسّلام محبّة
شكرا لكم يا أيّها السّرّاق
شكرا لكم حرّرتمونا
لا نشك بأمركم
فرّقتموا بين الرّضيع و أمّه
و هتكتم الأعراض بعد نقائها
شكرا لكم...شكرا لكم...
بل هكذا الأعراف و الأخلاق...
وزّعتم الموت الزّؤام على القرى
و أردتموا أهل العراق أذلّة
مثل الخراف تساق
لكنّ في أهل العراق عراقة
و شهامة تسمو بها الهامات و الأعناق
رفضوا المهانة و الخنوع لطغمة
جاؤوا على دبّابة مسعورة
يحدوهم الطمّاع و الأفّاق
جاؤوا محمّلة حقائبهم أذى
و بها شقاق فتنة و نفاق
بثّوا الدّسائس بين أبناء العراق
و فرّقوا بين المذاهب فتنة ليست تطاق
نهبوا المتاحف ...
أحرقوا دور العبادة و التّقى
ساقوا ضعاف النّفس نحو رذيلة فانساقوا
قالوا أتينا كي نبشّر بالعدالة و الرّخاء
فاسرفوا
فإذا هم السّرّاق و الفسّاق
هذا بلاء يا عراق فلا تضق صبرا
فبعد الأسر يسر و انعتاق
حارب فلول الشّرّ في أوكارها
حتّى تبوء بخيبة
و يصيبها الإخفاق
ها إنّهم غرقوا بوحل في العراق
و ما دروا كيف الخروج
فأغلقت أبوابها
و استحكم الإغلاق
ظنّوا بلاد الرّافدين فريسة
فتصيّدتهم كالضّباء ليوثها الحذّاق
أسوار بابل لن تكون لهم سوى
أعواد مشنقة منها تدلّى منهم الأعناق
قال الّذين تخاذلوا
لمّا رأوا ما هالهم فاصابهم إشفاق
أو لم نقل يوما لكم:
ما ضرّ لو أحنيتم الهامات
حتى تسلم الأعناق
خسئوا... فلن نحني الرّؤوس
و ليس شيمتنا التّفاق
سنظلّ نخلا واقفا في وجه عاصفة
و لو ضاق النّطاق
لو دام ملك للمغول و جيشهم
ما كان يبقى في الخليج عراق
لكنّ أهل الرّافدين بواسل
لا يقبلون الضّيم حتّى لو فنوا
أو ضاقت الأرزاق
سيعمّرون الأرض بعد خرابها
و تشيّد الأحياء و الأسواق
و تعود للأرض الموات حياتها
و يعود للعيش الجميل مذاق
و يعمّ بين النّاس ودّ خالص
و يشيع بينهم الوفاق


10/08/2007

Aucun commentaire: